الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار

الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار

الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، فهي خير أبواب الخير، وباب من أبواب الجنة يسمى باب الصدقة، فلما كان كل هذا الأجر من الصدقة أحببنا أن نتحدث عن صحة حديث الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار؟

وهل يصح أن الصدقة تدفع البلاء؟، كل هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم.

حديث والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار

“عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وذكر الحديث وفيه: قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)”.

ما صحة الحديث ؟

هو حديث صحيح صححه العلامة الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب وراوي الحديث هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه.

شرح حديث الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار

” الصوم جنة “: أي الصيام الفرض في رمضان، أو الصيام التطوع تقي نفسك من النار، وأما الصدقة فهي سبب من أسباب محو الخطيئة، فالصيام هو الواقي لك من عذاب النار، أما الصدقة فهي التي تطفي تلك النار 

فأنت عندما تصوم وتتصدق وقيت نفسك من النار، وأطفأت عن نفسك هذه النار

وهذا يدلنا على فضل الصوم والصدقة.

فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس)”. 

أي أن يوم القيامة عندما تدنو الشمس على رؤوس الخلائق، وما يبقى بينهم وبين الشمس إلا قدر ميل، فستظلك الصدقة يوم القيامة، وهذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة ستظلنا في يوم مقدراه خمسون ألف سنة.

وعندما علم بهذا الحديث أبو مرثد وهو أحد التابعين، لم يكن يترك يوم يمر عليه دون أن يخرج صدقة.

وبالرغم من أن أبا المرثد لم يكن رجلًا غنيًا، فقد كان يتصدق بالخبز أو القمح بل وصل الأمر أنه تصدق بالبصل فقيل له: “يا أبا الخير! إن هذا البصل يعطي ثيابك رائحة كريهة! فقال: يا ابن أبي حبيب! أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره، إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته)”.

وفي رواية: “أن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته“.

تلك أبرز فائدة من حديث الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار، وهي أنك لا تعتقد أن الصدقة بالشيء القليل لا تنفع بل مهما كانت قيمتها فيها الخير العظيم

فهي في الدنيا تقيك غضب الله عز وجل، فتمنع عنك مصارع السوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”. 

كما أنها سبب في رضى الله عنك فيرفع عنك وعن أهلك المرض، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة“.

فكل هذه الأجور والفضائل تدلنا على عظم هذا الفعل كما أن هناك أفعالا أخرى فيها الأجر العظيم منها ذاك الذي يقوم من النوم من غير شيء فيلهث مباشرة بذكر الله عز وجل كما جاء في حديث من تعار من الليل فمن تعار من الليل وقال الذكر الوارد وهو لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي غُفِرَ لَهُ أَوْ قَالَ فَدَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ هُوَ عَزَمَ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ كما صح بذلك الحديث.

ونرجع إلى موضوعنا في بيان أهمية الصدقة نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجد مناسبة إلا وأوصانا بالصدقة، فعندما وجد أن النساء أكثر أهل النار وصآهن بالصدقة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ، فَلَمَّا صَارَ إلى مَنْزِلِهِ، جَاءَتْ زَيْنَبُ، امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، تَسْتَأْذِنُ عليه، فقِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذِه زَيْنَبُ، فَقَالَ: أيُّ الزَّيَانِبِ؟ فقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّكَ أمَرْتَ اليومَ بالصَّدَقَةِ، وكانَ عِندِي حُلِيٌّ لِي، فأرَدْتُ أنْ أتَصَدَّقَ به، فَزَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ: أنَّه ووَلَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتُ به عليهم، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ ووَلَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتِ به عليهم“.

هل كثرة الصدقة تدخل صاحبها الجنة؟

اليوم تعلمنا أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتظل صاحبها بظل الله عز وجل يوم القيامة، كذلك فهي تطهر صاحبها وتجعله يتخلص من أمراض القلوب من الغل والحقد والحسد والغفلة وغيرها الكثير، كما أنه الله تعالى سيضاعف للمتصدق أجره، وأضف لذلك كله أن الله تعالى سيدخله الجنة من باب الصدقة.

لماذا يختار الميت الصدقة لو رجع للدنيا ؟

لو خير الميت بعمل يعمله إذا رجع للدنيا لأختار الصدقة؛ لأنها أفضل من سائر الأعمال فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الصدقة تتباهى بين سائر الأعمال فقتول: أنا أفضلكم. فيتمنى الميت أن يعود للدنيا ليتصدق فيغفر له ويعفو عنه ربه، ويطفئ نار قبره، لكنها ستبقى أمنية ولن يفوز بها إلا من عمل صدقة في الحياة الدنيا أو كانت له صدقة جارية.

كيف تكون الصدقة في السر؟

الصدقة في السر؛ هي أفضل أنواع الصدقة حينما تتصدق لمن يستحق صدقتك دون أن تخبر أحدًا، لتصنع أفضل خبيئة بينك وبين الله تعالى وتستر على مسلم عفيف يحتاج لما تصدقت به، وأحيانًا يكون التصدق في العلن هو أفضل من الصدقة في السر، حينما يكون التصدق لعمل خيري عام يحتاج لتشجيع المتبرعين للتعاون على جمع الأموال لهذا العمل، فيقتدي الناس بك

هل يجوز التصدق بنية قضاء الحاجة؟

يجوز لك أن تتصدق بنية أن يقضي الله حاجتك في الدنيا، لكن يمكنك أن تجدد نوايا قلبك وأن يشملها الخير في الدنيا والآخرة، ويا ليتك تملئ قلبك أن يرضى الله عليك في الآخرة؛ لقوله تعالى: ” وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ” فما عليك إلا أن تخرج الصدقة.

ما هي أفضل الصدقات

الصدقات الجارية هي الباقية لك في حياتك وبعد مماتك، مثل كفالة اليتيم والصدقة للأقارب وإطعام المساكين وسقي الماء، ونشر العلم وبناء المساجد، أو التي يحتاج إليها في وقتها للمصلحة العامة فقد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه «ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «مَن حَفَر رُومةَ فَلَهُ الجَنَّةُ، فحَفَرْتُها؟» ورُومةُ: بِئرُ ماءٍ، وكان هذا عِندَ مَقدَمِ المُهاجرينَ للمدينةِ وحاجةِ المُسلمينَ للماءِ، فاشتَراها رَضيَ اللهُ عنه وجَعَلَها وقْفًا على المسلمينَ بعْدَ أنْ كانَ مالِكُها يَبيعُها للشَّاربين

هل صحيح ان الصدقة تدفع البلاء

بالطبع، الصدقة تدفع البلاء فقد قال شيخ الإسلام: “سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة”

في ختام مقالنا اليوم عن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وبعد أن أدركنا شرح الحديث وذكرنا أيضا الأعمال الأخرى التي لها الأجر العظيم كالصوم أو كحديث التعار من الليل كما مر معنا نختم مقالتنا ونسأله سبحانه أن يجعله خالصا لوجهه الكريم

المراجع:

  1. https://shamela.ws/book/23143/87
  2. https://binbaz.org.sa/audios/2925/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D9%86%D8%A9